اليومُ الثآلث من رمضآن وفآة السيّدة فآطمة البَتول
سيّدة نسآءُ الجنة
من سنة الحآدية عشر للهجرة: توفيت السيّدة فآطمة البَتول بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأُمُهآ خديجه بِنتُ خويلد ولدتهآ قبل
النُبوة بخمس سنين وهي أصغرُ بنآتِه صلى الله عليه وسلم
وتزوجهآ علي بن أبي طآلب رضي الله عنه في السنةِ الثآنية للهجرة في رمضآن ,
وولدت له الحسن والحُسين وزينب وأُم كُلثوم التي تزوج بها عمر
بن الخطاب بعد ذلك. ومُحسناً ومآت صغيراً ,
وكآنت لهآ مكآنة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكآن ينآديهآ بإم أبيهآ
قال ابن كثير: وبعده بستة أشهر على الأشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها، وقد كان -صلوات الله وسلامه عليه-
عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك:
"أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة".
وكانت أصغر بنآته
وقد وردت كثير من الآثار التي تدلل على حب النبي لها؛
فقد كان إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين،
ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه؛ ولهذا كان النبي يقول:
"أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد،
ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"
* في اليومُ الرآبع من رمضآن
وفآة القآئد الشهير زيآد بن أبيه
توفي في الرآبع من شهر رمضآن القآئد الأموي الشهير زيآد بن أبي سُفيآن ,
وزيآد بن سُمية قآل عنه إبن عبد البر في الإستيعآب اُختلف في وقت مولده
ولد عآم الهجرة وقيل قبل الهجرة,
ويُكنى بِأبي المُغيره ليست له صُحبة ولآ رِوآيه .
وكآن رجلاً عآقلاً في دُنيآه داهيةً خطيبآ له قدرٌ وجلالةُ عند أهل الدُنيآ.
*فتح أنطآكيآ
كانت الفترة التي تلت رحيل لويس التاسع عقب أسره في مصر إلى أن تولى بيبرس سلطنة مصر والشام، فترةَ هدوءٍ ومسالمة
بين الصليبيين والمسلمين؛ لانشغال كل منهما بأموره الداخلية، على أن هذه السياسة المسالمة تحولت إلى ثورة وشدة من
قبل المماليك بعد أن أخذ الصليبيون يتعاونون مع المغول ضد المماليك.
وقد أصبح على المماليك أن يدفعوا هذا الخطر الداهم، وبدلاً من أن يواجهوا عدوًّا واحدًا، تحتم عليهم أن يصطدموا مع المغول والصليبيين معًا،
وكان بيبرس بشجاعته وسياسته قد ادخرته الأقدار لمثل هذه الفترات التاريخية الحرجة من تاريخ الأمة.
وبدأت عمليات بيبرس العسكرية ضد الصليبيين في سنة 663هـ/ 1265م، فتوجه في 4 من ربيع الآخر 663هـ/ 1265م
إلى الشام، فهاجم "قيسارية" وفتحها عنوة في (8 من جمادى الأولى)، ثم عرج إلى أرسوف، ففتحها في شهر رجب من السنة نفسها،
وفي السنة التالية استكمل بيبرس ما بدأ، ففتح قلعة "صفد"،
وكانت معقلاً من معاقل الصليبيين، وكان بيبرس يقود جيشه بنفسه،
ويقوم ببعض الأعمال مع الجنود إثارة لحميتهم، فيجر معهم الأخشاب مع البقر لبناء المجانيق اللازمة للحصار.
وأصاب سقوط صفد الصليبيين بخيبة أمل،
وحطّم معنوياتهم؛ فسارعت بعض الإمارات الصليبية
إلى طلب الصلح وعقد الهدنة.
ثم تطلع بيبرس إلى الاستيلاء على أنطاكية التي تحتل مكانة خاصة لدى الصليبيين لمناعة حصونها، وتحكمها في الطرق الواقعة في المناطق الشمالية للشام، وكان بيبرس قد استعد لهذه الموقعة الحاسمة خير استعداد،
ومهد لسقوط الإمارة الصليبية بحملاته السابقة، حتى جعل من أنطاكية مدينة معزولة، مغلولة اليد، محرومة من كل مساعدة ممكنة،
فخرج من مصر في 3 من جمادى الآخرة 666هـ/ 1268م ووصل إلى غزة، ومنها إلى "يافا" فاستسلمت له،
ثم نجح في الاستيلاء على "شقيف أرنون" بعد حصار بدأه في 19 من رجب 666هـ/ 1268م، وبفتح يافا وشقيف
لم يبق للصليبيين جنوبي عكا التي كانت بأيديهم سوى قلعة عتليت.
ثم رحل بيبرس إلى طرابلس، فوصلها في 15 من شعبان 666هـ، فأغار عليها وقتل كثيرًا من حاميتها،
وقطع أشجارها وغور مياهها، ففزعت الإمارات الصليبية،
وتوافد على بيبرس أمراء أنطرسوس وحصن الأكراد طلبًا للأمن والسلام،
وبهذا مهّد الطريق للتقدم نحو أنطاكية.
وقد رحل بيبرس من طرابلس في 24 من شعبان 666هـ/ 1268م دون أن يطّلع أحدًا من قادته على وجهته، واتجه إلى حمص،
ومنها إلى حماة، وهناك قسّم جيشه ثلاثة أقسام؛ حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه، فاتجهت إحدى الفرق الثلاث
إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر،
وتوجهت الفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى.
أما القوة الرئيسية وكانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى أنطاكية مباشرة،
وضرب حولها حصارًا محكمًا في (أول رمضان سنة 666هـ)، وحاول بيبرس أن يفتح المدينة سلمًا، لكن محاولاته
تكسرت أمام رفض الصليبيين التسليم،
فشن بيبرس هجومه الضاري على المدينة، وتمكن المسلمون
من تسلق الأسوار في (الرابع من رمضان)،
وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة،
وفرت حاميتها إلى القلعة، وطلبوا من السلطان الأمان،
فأجابهم إلى ذلك، وتسلم المسلمون القلعة وأسروا من فيها.
وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة، بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات، وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام،
وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهمًا، والجارية بخمسة دراهم"